زاوية نظر
مسجد الرحمان بـ"تورينو":متى نصلي فيه؟
هذا هو السؤال الذي يتكرر عنذ عموم الجالية المسلمة في "تورينو" والنواحي وفي الشمال الإيطالي، بل في إيطاليا برمتها. ولعل الناس تسأل من باب الاستزادة من الخير والرغبة في الانتقال من الضيق إلى السعة. فـ"مسجد الرحمان" المبارك سيكون ـ بإذن الله تعالى ـ مسجلا للجالية باسمها في مؤسسة "الوقف الإسلامي".
وسيكون ـ بعون الله ـ متسِعا بمرافقه ومدرسته وخدماته لكل المسلمين، وسيكون رحبا وكريما لكل الذين ساهموا بجهودهم وأموالهم في رفع أسسه وأركانه. وسيكون رحيما ـ كونه بيتا للرحمان الرحيم ـ لمن ساهموا من المسلمين ضد قيامه وسير خطوات تمامه بنشر الزور والإشاعات عن الرجال الساهرين على فكرته منذ بدايته.

لم يكن مبلغ المليون يورو وما يزيد التي رصدت له بالتحدي الشاق على كاهل المؤمنين من أبناء الجالية وبناتها، فمعلمة كمسجد الرحمان في مدينة أوروبية وعالمية كـ"تورينو" لو أقيمت في أحسن ربوة منها وتطلبت إنفاق المزيد لقال المؤمنون نعم ولما تخلفوا. لم يكن التحدي المادي إذن بالشيء الذي يذكر إذا قورن بالتحدي السياسي، كما عبر عن ذلك رئيس "الاتحاد" الأستاذ عبدالعزيز خوناتي بعد صلاة جمعة. فالتحدي الأكبر كان سياسيا...كما قال، وتطلب رفعه سنتين كاملتين، لم يكونا كافيتين لولا فضل الله بأن جعل على هذا الأمر رجالا أثبتوا سيرة حسنة لمدة تقارب عشرين سنة أو ما يزيد، كلها عمل في خدمة الجالية.
وهو ما ساعد على رفع هذا التحدي أمام كيد الكائدين والنفعيين وممانعة العنصريين وضغوطاتهم. وزاد ذلك أن أكسب قضية "مسجد الرحمان" الدعم من أحرار هذا البلد وفضلائه وكذا مؤازرة المسؤولين على المستوى المحلي وعلى رأسهم عمدة المدينة "سيرجو كيامبارينو" ومستشارته في سياسات الاندماج "إيلدا كورتي" وجهود الدفاع والمهندس المنصبين لأجل المتابعة القانونية والإجراءات التقنية. كل هذا الجهد من المسؤولين في "اتحاد المسلمين بإيطاليا"، وخلال عامين مكن في نهاية المطاف من تحقيق الاعتراف القانوني لمسجدنا لدى سلطات البلاد، ابتداء من وزارة الداخلية إلى الخارجية فوزارة العمل ووزارة السياسات الاجتماعية. ولعلنا نصلي فيه رمضان المقبل إن شاء الله رب العالمين، حسب تصريحات للمسؤولي "الاتحاد".
لعله من السهل أن تنادي على الفلاح في بناء رقعة من أرض الله مسجدا للمصلين والقانتين والمستغفرين لأنك ستجد من يجود بماله وينصرف محمود الفعل، وتجد من يقوم على نظافته وتطهيره وتجميله (وهو في نظر المتكبر شيء مبخوس) لضيوف الله ابتغاء في ادخار المهمور للحور (طالع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب كنس المساجد)، ولكن ليس من السهل الدفاع عن بيوت الله في ساحات القانون ومقارعة المتربصين من الأعداء والمغرضين.
فالشكر والشكر موصول للذين أنفقوا وساهموا بأموالهم وجهودهم في "مسجد الرحمان"، عسى أولئك أن يذكرهم الله في ملء عنذه ويخلد أثرهم في الدنيا والآخرة بما عملوا. أولئك من الذين قال فيهم الله جلت قدرته:(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغذو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

صور تخطيطية،  الأولى (فوق) تصور مسجد الرحمان من الداخل والثانية من الخارج (تحت) بعد إنهاء أشغال الاصتطلاح