مسجد الرحمان" بتورينو: الخطوة الأخيرة لتخطي الجدل والبيروقراطية
لجنة من المجلس البلدي مكونة من رؤساء الفرق الحزبية  تزور البناية
استقبل مسؤولو "اتحاد المسلمين بإيطاليا" صباح الأربعاء الماضي (3 مارس) بـ"مسجد الرحمان" لجنة من المجلس البلدي مكونة من رؤساء الفرق الحزبية الممثلة في المجلس، بما فيها ممثلوا "عصبة الشمال" و"التحالف الوطني"، برئاسة السيدة "بيرا ليفي مونتالتشيني" وحضور الصحافة.
وقد رحب رئيس "الاتحاد" بالحضور وأكد أمامهم على أنهم في هيئتهم يريدون أن يهدوا "الجالية مكانا للعبادة يتناسب وكرامتهم"، وأن "المسجد سيكون مكانا للاندماج الاجتماعي مع باقي سكان المدينة، علاوة على كونه مكانا للعبادة"، كما أكد الأستاذ عبدالعزيز خوناتي على أن أنشطة هذه المؤسسة ستكون شفافة، مفصحا أن بوابة المسجد ستجعل من زجاج لتفي بتلك الرمزية.
وكان اللقاء بماتبة نصر لـ"الاتحاد"، يخرج المشروع من زوبعة الجدل السياسي وعراقيل البيروقراطية. فمنذ ولوج أفراد اللجنة فضاء البناية وشروع رئيس "الاتحاد" في كلمة حاول من خلالها التأكيد على الأهداف الحضارية والسلمية لمسجد الرحمان و"جمعية النخلة" كرر ممثلو تكثل "شعب الحريات" وممثل "عصبة الشمال" إثارة الجدل بتخوفات ومشاكل لا أساس لها من الصحة أو تم تجاوزها من خلال تجاوبات التي أبدتها "جمعية النخلة" بإجراء التعديلات المطلوبة أوالشروط القانون والمعمارية التي طرحت عليها في شأن مشروع المسجد، الشيء الذي كلف "الاتحاد" وقتا وجهدا كبيرين.
ومن جملة ما طرح من طرف رؤساء فرق المعارضة القانون الأساسي لـ"جمعية النخلة" ـ التي تتبنى مشروع المسجد ـ ومدى ملاءمته لقانون الجمعيات لتتمكن من تحويل البناية (التي تنتظر الضوء الأخضر للشروع في عمليات الاستصلاح والتهيئة) ذي الصبغة التجارية إلى محل ذي صبغة ثقافية واجتماعية، وشروط تنصيب إمام المسجد وشفافية التمويل والنشاطات الاجتماعية والثقافية التي ستطلع بها "جمعية النخلة" وتعديلات معمارية تمس البناية كي تتناسب وشروط الأمان المطلوبة وفق القوانيين المعمارية المعمول بها في إيطاليا، ومشكل موقف السيارات.
وكانت إجابات الأستاذ عبد العزيز خوناتي واضحة ودامغة، إذ أعاد التأكيد على أن القانون يخول جمعية النخلة من تحويل البناية إلى مكان للعبادة وأنشطة ثقافية واجتماعية كون الجمعية هيئة تدخل في إطار الجمعيات الاجتماعية الثقافية، وأن إمام المسجد سيتم اختياره وفق معايير تأخذ بعين الاعتبار إثقانه اللغة الإيطالية وإلمامه بثقافة البلد، كما طمأن المعارضين بأن تمويلات المؤسسة شفافة وستكون دائما كذلك. وجوابا على مشكل الاكتضاض، سواء من قبل رواد المسجد والسيارات في جوار المؤسسة الجديدة، فإن رئيس "الاتحاد" أوضح أن معظم أفراد الجالية يقطنون بالقرب من "مسجد الرحمان"، وبالتالي لن يكونوا في جاجة إلى استعمال سياراتهم إذا ما قصدوه حال افتتاحه. هذا بالإضافة إلا أن مشكل مواقف السيارات يطرح نفسه لكل المؤسسات والبنايات والمحلات في كل مكان بتورينو.
إجابات الرئيس عززتها أيضا توضيحات كل من محام جمعية النخلة والمهندس المشرف على المشروع اللذين حضرا بدورهما هذه الزيارة، بالإضافة إلى تدخلات من رئيس المقاطعة "بيرو رماسو" الذي امتدح جهود المسؤولين في "اتحاد المسلمين بإيطاليا" والجالية المسلمة التي وصفها بـ"أنها إلى حد الآن برهنت عن حسن سيرتها"، والمستشارة في سياسات الاندماج بالمجلس البلدي لمدينة تورينو "إيلدا كورتي" وشخصيات أخرى من "الحزب الديموقراطي"، دعمت شروحات رئيس "الاتحاد".
وفي ختام اللقاء دعي كل الحضور إلى استراحة شاي انظم إليها الجميع باستثناء عضو "عصبة الشمال" الذي انسحب بعد اللقاء دون قبول الدعوة.