الحوار الإسلامي المسيحي وخلق جبهة للدفاع عن القيم المشتركة
لقاء للحوار حول التربية بين "اتحاد المسلمين بإيطاليا" و"مركز بيرونه
نظم "مركز فيديريكو بيرونه"، التابع لأبرشية تورينو المتخصص في دراسة الحضارة الإسلامية والعلاقة بين العالمين الإسلامي والمسيحي، لقاء للحوار مساء الإثنين الماضي (22 فبراير)، استضاف فيه مسؤولين في "إتحاد المسلمين بإيطاليا"، بالإضافة إلى أطر وشخصيات تنتمي إلى حقل الفكر والإعلام والتربية تعمل مع "مركز بيرونه". وقد أجمع المشاركون في تدخلاتهم على ضرورة توحيد الجهود لأجل التربية على القيم وتأهيل الشباب واستمرار تكوين البالغين لإكسابهم "الإيمان والوعي وتطوير مهارات تتلاءم ومجتمع اليوم".

وأشار المتدخلون من مركز "بيرونه" في حديثهم إلى دور كل من الكنيسة والمدرسة والأسرة والأباء في وظيفة التكوين والتربية على الوعي الديني وإنماء الإيمان بما يمكن الأبناء والشباب عموما من إدراك الحقائق وتقدير العطاء الإلهي واحترام الكرامة الإنسانية ومعرفة حدود الحرية، لأن المسيحي الكاثوليكي اليوم ـ بمنظور الأستاذ "أوغوستو نيغري" ـ مدير المركز المذكور ـ يواجه في "الواقع المعاصراختيارات كثيرة ويواجه صعوبات في اختيار الأصوب واكتشاف الخير، وبالتالي فالهدف من التربية هو جعل الفرد حاكم نفسه بنفسه وسيد نفسه والمسؤول عن نفسه والقادر على معرفة الحقيقة"، تقول الأستاذة المتخصصة في تاريخ الديانات "سيلفيا إنتغوفيجيني" (عضو المركز).
وفي المقابل، ركزت تدخلات مسؤولي "إتحاد المسلمين بإيطاليا" على انشغالاتهم وهمومهم كجزء من الجالية المسلمة في إيطاليا إزاء التربية ومسألة القيم والأخلاق في الإسلام. وأكد من جهته الأستاذ عبدالعزيز خوناتي خلال كلمته أمام الحضور على أنهم وأصحاب المركز يشتركون غايات وأهداف في التربية على الأخلاق والقيم العالية المؤدية إلى التفاهم والتعايش، وأن المسلمين مستهدفين بنفس القدر الذي يستهدف به أهل الدين المسيحي من بعض السياسيين "الذين يتهمموننا أننا وأبناءنا لسنا مندمجين أو أننا لن نكون قادرين على الاندماج، أو أن أبناءنا يجب أن ينتهجوا نوعا معينا من التربية".
وأكد رئيس "الاتحاد" على أن إنماء القيم التربوية في المجتمع أمر اعتبره قيمة مضافة يعزز الحرية الدينية وحرية الأباء في تربية الأولاد بما ينفعهم وينفع المجتمع الذي يعيشون فيه. فيما أوضح الأستاذ بوشتى كساب (السكريتير العام في "الاتحاد") أن الجالية المسلمة وخاصة القطاع الذي يمثله "الاتحاد" يتقاسمون و"الإخوة الكاثوليك نفس الهدف، وهو تأسيس جبهة مشتركة بين المسلمين والكاثوليك تعمل لخلق ظروف حسنة لأجيال المستقبل، في ظروف كثرت في دعاوى تهاجم القيم الدينية"، يقول السيد كساب.
عرف اللقاء حضورا نسويا من الجانبين ميزته مشاركة طالبات عضوات في قطاع الشباب بـ"الاتحاد"، وتقدم النشاط حفل شاي كان فرصة للتعارف والتقارب.